top of page

كورونا.. الامتحان الصعب في اليمن

د. جميلة يعقوب

كورونا.jpg

في ظل الظروف القاسية التي تمر بها اليمن تحت وطأة الصراعات وما يترتب على ذلك من تفاقم العوامل المختلفة كالعوامل الاقتصادية والصحية والاجتماعية، ولأن فيروس كورونا قد طال الجمهورية اليمنية مثل بقية دول العالم، وفـي ظـل التوقعـات المستقبلية لجائحة كورنا

لا سيما في الموجة الثانية التي تعدُّ أشد فتكاً عن الموجة السابقة لـ(COVID-19) فإن اليمن يواجه الآن أزمة إنسانية جديدة إلى جانب ما تعانيه من ظروف الصراع.

 اجتاحت اليمنَ أزمة فيروس كورونا الذي بدأ في حصد الأرواح ففرضت بذلك ضغوطاً إضافية على النظامين الصحي والاقتصادي اللذين مزقتهما الحرب فعلياً؛ فالنظام الصحي في اليمن يشهد مسبقاً نقصاً في البنية التحتية والموارد المادية والبشرية الطبية المختلفة، إضافة إلى التضرر المستمر للنظام الصحي خلال سنوات طويلة من النزاع، وهو غير مجهز بما فيه الكفاية لرعاية مرضى كورونا واحتواء تفشي الفيروس كما شاهدنا ذلك في الموجة الأولى، فقد أضاف الوضع مخاوف صحية جديدة في نفوس كثير من اليمنيبن.

 

ونتيجة للظروف البيئية في المجتمع اليمني التي تأثرت بشكل أكبر بسبب الصراعات فإن اليمن تعد بيئة مثالية ومنعشة لـتفشي فيروس كورونا؛ فلدى اليمن كل العوامل المساعدة على انتشار المرض بشكل سريع، من تلك العوامل عدد السكان الذي يقارب الثلاثين مليوناً، واستمرار الصراع  الذي أنهك المجتمع اليمني ووضعهم في أسوإ أزمة إنسانية في العالم وارتفاع نسبة الفقر وأمراض سوء التغذية، كل ذلك يساهم في تزايد عدد الإصابات.

وبناءً على التقارير الدورية لمنظمة الصحة العالمية التي تؤكد على انتشار مرض كورونا في أغلب المحافظات، فإن عدد الإصابات والوفيات في تزايد مستمر لأسباب كثيرة منها:

غياب الأجهزة المخبرية، ومحدودية الإمكانيات من الأدوية والمستلزمات الطبية ومعدات الحماية الصحية، وامتلاء أسِرَّة المستشفيات بحالات الحوادث وجرحى الحرب وغيرها من الأمراض، وقلة مراكز العزل، ونقص الكوادر الطبية في المؤسسات الصحية، وكذا انهيار اقتصاد البلاد خلال سنوات الصراع.

وعلى الرغم من سوء الوضع في اليمن فإن بعض الجهات لا زالت تتحفظ عن ذكر عدد الإصابات بشكل دقيق مما يتسبب في غياب المؤشرات الصحية الفعلية لعدد الاصابات ما يتناسب وحجم المشكلة واستمرار تفاقمها لا سيما في الموجه الثانية كما هو الحال في دول أخرى.

 

وفـي ظـل الضائقة الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة والمخـاوف مـن انهيار النظـم الصحية، فإنه ينبغـي على الدولة ومتخذي القرار العمل على اتخاذ اسـتجابات عاجلة على مسـتوى السياسـات للعمل على التخفيـف مـن تداعيات انتشار وباء فيروس كورونا؛ فاليمن بحاجة إلى سياسة استراتيجية مالية موحَّدة بعيدة عن الصراع السياسي لدعم جهود الاستجابة في كل مناطق الجمهورية اليمنية من خلال قيادات شجاعة وواعية وشفافة تتبنى ذلك.

إن الثقة بالحكومات هو عامل أساسي للتصدي بفعالية ضد هذه الأزمات من أجل اعتماد نهج شامل لكل المجتمع من أجل التعافي على نحو أفضل، فلا تعافي بدون مجتمع مدني نابض بالحياة، ووسائل إعلام حرة وأوساط أكاديمية مساهمة؛ فالتعافي وتخفيف الضرر يتطلبان نهجاً شفافاً من الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من أجل الوصول لتنمية مستدامة ينشدها الجميع.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page