top of page

الاتصال في البيئة التعليمية

 د. فتحية الهمداني

مهارات الاتصال.jpg

وُجد الاتصال سمة إنسانية واجتماعية منذ الأزل، فهو وسيلة للتعبير بالألفاظ أو الإشارات أو لغة الجسد، ويتم بموجب هذه الوسيلة نقل الأفكار أو المعلومات أو المفاهيم ما بين طرفين أو أكثر لتسهيل تحقيق الأهداف أو لتوحيد الرؤى بينهم؛ لذا تتعدد أهداف الاتصال وتتنوع المهارات اللازمة لتفعيل عنصر الاتصال في البيئة المحددة.

وتُعد البيئة التعليمية إحدى صور التنشئة الاجتماعية النظامية التي تتم في إطار علمي محدد الخطوات، والاتصال أهم عناصر البيئة التعليمية؛ فهو عملية تهدف إلى  إكساب الأفراد والعاملين في البيئة التعليمية مجموعة من المعارف  والخبرات والاتجاهات التي تساعدهم على التكيف مع البيئة المحيطة بهم، ويتم تفعيل ذلك عن طريق وسائل اتصال متعددة تدعم العمليات الإدارية داخل البيئة التعليمية كالتخطيط، والتنظيم، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات لتحسين العملية التعليمية، ووسائل اتصال لدعم العملية التعليمية باستخدام الوسائل والتقنيات التعليمية المناسبة.

تتعدد أطراف الاتصال داخل العملية التعليمية، فهناك المعلمون والكارد الإداري والطلبة  وأولياء الأمور.

 

ويتم الاتصال بين كل هذه الأطراف لتحقيق أهداف محددة وموجهة نحو العديد من الاتجاهات الإدارية، والتعليمية، والاجتماعية، فالاتصال الهادف يسعى إلى إكساب الطلبة اتجاهات جديدة، أو تعديل اتجاهات سابقة، أو تعزيز الجانب المعرفي من خلال بث معلومات ومعارف جديدة متصلة بالبيئة التعليمية.

 في حين تسعى الأهداف الإدارية إلى تحسين مستوى سير العملية التعليمية من خلال توضيح الأدوار وخطوات تنفيذها، كما أنها تهدف إلى تفعيل التواصل بين أطراف العملية التعليمية (المعلم والطالب) من جهة و(المعلم وأولياء الأمور) من جهة ثانية، وذلك لتقوية صلة المدرسة بالأسرة بما يسهم في نجاح العملية التعليمية.

ولتحقيق عملية اتصال ناجحة لابد من توفر مهارات متعددة، منها: الإنصات والاستماع الفعال، وضوح الهدف من عملية الاتصال بحيث تكون الأهداف محددة وواضحة للجميع، وكذا تحديد الفكرة والإجراءات التنفيذية لتحقيقها، مع العمل على التسلسل المنطقي للأفكار خلال عملية الاتصال، والحرص على أن تكون لغة الاتصال واضحة وسهلة بحيث تتناسب مع مستوى الطرف الآخر، ومنها اللباقة والقدرة على التصرف في المواقف المختلفة، والقدرة على التحدث وامتلاك مهارة الكتابة الصحيحة، واستخدام الوسائل المناسبة مع الهدف المحدد، وضرورة أن تكون لغة الجسد إيجابية ما يتيح للطرف الآخر فرصة التفاعل الفعال، والعمل على تشجيع الثقة المتبادلة بين أطراف الاتصال.

مهما تعددت مهارات الاتصال في البيئة التعليمية أو في غيرها من البيئات المختلفة، وتعددت الأهداف والمواضيع، فإن الاحترام وتقدير الآخر هي أهم قيمة أخلاقية يجب أن تتسيد عملية الاتصال الناجح.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page