top of page

التعليم المستمر

د. فتحية محمد

التعليم المستمر.JPG

 

 

 

التعليم المستمر عملية يبني من خلالها الفرد قدراته العقلية ومهاراته المختلفة، وهي التي تساعده على العمل والتعايش والتكيف مع من حوله بسهولة. وتتنوع طرق التعليم المستمر، لكنها لا تختلف بين المجتمعات، لأن الهدف مشترك لتنمية قدرات الأفراد وتحسين مهاراتهم وطريقتهم في الحياة.

إن التعليم المستمر هو شريان تنمية قدرات الأفراد ومهاراتهم مدى الحياة، ويمثل أحد روافد زيادة الموارد المادية لتحسين حياتهم على المستوى الشخصي، فالاحتياجات الإنسانية تفرض على الإنسان البحث عن كل جديد لتسهيل أموره الحياتية.

 

ويأخذ التعليم المستمر أحد الاتجاهين: يرتبط الاتجاه الأول بالمؤسسات التعليمية النظامية، وهو الشكل الأكثر انتشاراً للأنظمة التعليمية في العالم في الوقت الحاضر، ويبدأ منذ سن السادسة للفرد حتى حصوله على إحدى الشهادات العلمية، حيث يلتحق الأطفال بالمدارس في سن مبكرة ويحصلون على المعرفة بطريقة تدريجية في السنوات المختلفة. وتعد المدارس والجامعات أهم مؤسسات التعليم النظامي والمستمر، وفي التطورات الحالية ظهرت الجامعات المفتوحة بوصفها أحد توجهات التعليم المستمر.

أما الاتجاه الثاني فيسمى بالتعليم الحر أو التعليم غير النظامي، حيث يسعى الفرد إلى تنمية قدراته ومهاراته في مؤسسات تنموية، أو معاهد متخصصة، أو أماكن العمل، أو النوادي الفكرية والأدبية والتعليمية، وغيرها من الأماكن التي تحيط به.

 إن عملية تنمية قدرات الأفراد لا تنتهي بمجرد حصولهم على شهادة معينة، لأن التعليم المستمر لا يرتبط بمستوى تعليمي محدد، أو مكان وزمان معينين؛ إنما هو عملية تحديث للمعرفة والمهارات، وللممارسات الحالية التي يمتلكها الأفراد بمختلف أعمارهم وجنسياتهم وثقافاتهم، بحيث يسعى الفرد إلى تطوير ذاته عن طريق التعلم الذاتي.

وتتنوع طرق التعليم المستمر ما بين دورات تدريبية، أو مشاهدة مقاطع تعليمية، أو باستخدام الوسائط الالكترونية -سواء كانت فردية أو جماعية-، أوعن طريق الاطلاع وقراءة الكتب المتنوعة. وهو يهدف إلى زيادة التراكم المعرفي وتنمية القدرات العقلية لدى الأفراد في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية وغيرها من مجالات الحياة اليومية، وإلى تنمية مهارات الأفراد العملية في المجال الذي يميلون لاكتساب مهاراته بصورة عالية.

 

 

ويعزز التعليم المستمر من ثقة الأفراد الشخصية، مما يدعم قدراته العملية أثناء أداء المهام في أماكن أعمالهم، ولا تقتصر فوائده على الفرد بتنمية قدراته ومهاراته التي تنعكس في معظم الأحيان على زيادة موارده المادية، بل تنعكس على المجتمعات حيث نجد شعوب تلك المجتمعات أكثر تقدماً ووعياً في مختلف الحياة، وبذلك تنهض الدول بدور أفرادها وقدراتهم المتطورة في مختلف المجالات.

إن التعليم المستمر -سواء في مؤسسات نظامية أو غير نظامية- هي عملية مرتبطة بذات الفرد ورغبته في تنمية قدراته ومهاراته للنهوض بمستوى حياته اليومية والعملية.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page