top of page

التعليم الإلكتروني ومواجهة كورونا

د. فتحية محمد

كورونا والتعليم.jpg

واجه التعليم خلال القرن الواحد والعشرين العديد من التحديات، لكن أشدها قوة وتأثيراً هو مواجهة فيروس كورونا؛ فقد تضرر حوالي (1,6) بليون طالبِ علمٍ في أكثر من (190) دولة في مختلف قارات العالم، حيث أغلقت المؤسسات التعليمية ومنع الاتصال المباشر مما دفع بالكثير من تلك المؤسسات لتأخذ خيار التعليم الإلكتروني واحداً من الأساليب الحديثة لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره ولتظل العملية التعليمية مستمرة كيلا يقع الطلاب في براثن الجهل.

 

ومع ذلك، شكل التعليم الالكتروني في ظل جائحة كورونا سلاحاً ذا حدين فإما استمرار العملية التعليمية أو إيقافها.وقد أصبح التعليم الإلكتروني أحد الأساليب الحديثة والمنصة الأولى للتعليم في ظل استمرار الجائحة.

 

وما بين محاولات استمرار التعليم في جميع المؤسسات التعليمية واتباع الأساليب الحديثة في التعليم ومنع انتشار فيروس كورونا فرض التعليم الإلكتروني أهدافه وأدواته على جميع عناصر العملية التعليمية مما ساهم في التخفيف من انتشار الفيروس من خلال الاتصال عن بعد، وفتح المجال لنقل المعلومات، وتنمية القدرات والمهارات دون الاختلاط المباشر.

إن التعليم الإلكتروني طريقة متطورة وحديثة لنقل المحتوى التعليمي، وتحقيق الأهداف التعليمية، وإيصال المهارات والمفاهيم العلمية بواسطة تقنيات حديثة كالحواسيب والأجهزة المحمولة في بيئة تعليمية مدعمة بالصوت والصورة، ومتاحة في أي زمان ومكان؛ وبذلك ساهم التعليم الإلكتروني في استمرارية سير العملية التعليمية في مختلف المؤسسات والمدارس والجامعات والمعاهد، وشجع عملية التعلم الذاتي للطلبة ودعمها أيضاً من خلال توفير بيئة تعليمية تفاعلية بين عناصر العملية التعليمية.

 

كذلك سهل التعليم الإلكتروني البحث والحصول على المادة العلمية بيسر وسرعة، كما أنه أتاح فرصاً لصقل المهارات والقدرات الإلكترونية لعناصر العملية التعليمية، وفتح آفاقاً واسعة لتطوير مهارات استخدم التقنيات الحديثة بصورة سريعة.

 تتطلب بيئة التعليم الإلكتروني توفير متطلبات مهارية للمعلمين والطلبة، ومتطلبات مادية كالأجهزة الإلكترونية وأنظمة اتصال متعددة، بالإضافة إلى شبكات إنترنت وكهرباء، وهي متطلبات استدعت ظهور العديد من الصعوبات في تطبيق التعليم الإلكتروني تمثلت في ضعف قدرات بعض عناصر العملية التعليمية في استخدام التقنيات الحديثة الذي قد يكون ناتجاً عن انعدام  فرص التدريب، وفي ظهور الخوف لدى بعض المتعلمين من فاعلية الأساليب

المتبعة في هذه العملية التعليم الإلكتروني في أنها قد تكون غير مناسبة مما يؤثر على تحقيق أهداف العملية التعليمية وعلى قدرات الطلاب الاستيعابية، بالإضافة إلى ضعف اقتناع بعض المتعلمين باستخدام التعليم الإلكتروني بوصفه توجهاً حديثاً بسبب تفضيلهم للتعليم التقليدي بل وعده طريقة أنسب وأنجح وأكثر ثقة، كما أن ضعف شبكات الإنترنت وانقطاع الكهرباء وضعف القدرات المادية للأسر في توفير متطلبات التعليم الإلكتروني، كل ذلك شكل صعوبات تُحد من قدرة التعليم الإلكتروني وفاعليته.

ومع ذلك، وجد التعليم الإلكتروني ناجحاَ وإقبالاَ واسعاَ في الدول المتقدمة التي تخصص مواردَ عالية لتنمية التعليم بأساليبه المتنوعة المختلفة لكل طلابها.

 

أما في بلد كاليمن يتصف نظام تعليمه بصورة عامة بالهشاشة والضعف في جميع مكوناته المادية والإلكترونية، فمن الطبيعي أن يعكس ذلك تأثيراً سلبياً على سير العملية التعليمية وفي ظل انتشار فيروس كورونا، وقد لا يعطي ثماره المرتجاة حين لا تتوفر البيئة المتكاملة المناسبة لتفعيله، وهذا يعني أن الكثير من الطلبة لن يستطيعوا استكمال التعليم أو على الأقل الحصول على تعليم مستمر مثمر.

إذن، يمثل التعليم الإلكتروني -في ظل انتشار الأوبئة- تحدياً كبيراً، وهو يتطلب المواجهة والاستعداد على مختلف المستويات الإدارية المهتمة بالتعليم، والعمل على توفير البيئة المادية والبشرية المناسبة لتحقيق دوره بفعالية.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page