top of page

سوء التغذية

د. جميلة يعقوب

سوء التغذية.jpeg

 

 

 

مليارات الأشخاص حول العالم يُعانون من سوء التغذية، ويواجه بعضهم مخاطر شديدة نتيجة تطوّر بعض أنواعها، وتختلف هذه المخاطر باختلاف نمط الحياة والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى الموارد المتاحة.

 

وقد أشارت منظمة الصحة العالمية في تقريرٍ نشرته عام 2019 إلى أن أكثر من ثلث البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تعاني من أنواع وأشكال متداخلة من سوء التغذية، وقد تتراوح درجة المعاناة منها بين بسيطة وشديدة ومهددة للحياة.

 

ويمكن أن ينتج سوء التغذية عن حالة من الجوع الشديد مما يعني استهلاك كميات غير كافية من السعرات الحرارية.

 من المثير للاهتمام أن ظاهرة سوء التغذية هي مشكلة عالمية كبيرة، لا سيما في الدول النامية حيث تتضرر جميع بلدان العالم من شكل واحد أو أكثر من أشكال سوء التغذية وهي:

 

الهزال والتقزم ونقص الوزن وعوز الفيتامينات والمعادن، ويؤدي نقص التغذية إلى سرعة التأثر بالمرض والتعرض للوفاة خاصة الأطفال.

 إن محاربة سوء التغذية -بجميع أشكاله- من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العالمية في العالم؛ إذ يتعرض الرضع والأطفال والنساء والمراهقون بصفة خاصة لمخاطر سوء التغذية.

 

ويبدأ الحصول الأمثل على التغذية من بداية مراحل الحياة المبكرة وخلال الأيام الأولى من العمر التي تمتد من بداية الحمل حتى بلوغ الطفل عامه الثاني، وهي بداية لضمان صحة أفضل للإنسان؛

 

فهذه المرحلة العمرية من حياة الطفل هي أهم مراحل التغذية، فإذ لم يحصل الطفل فيها على تغذية سليمة فقد تتسبب له سوء التغذية بالضرر في نمو الطفل البدني والعقلي، حيث تكون هذه الأضرار دائمة في أغلب الأحيان، وتؤدي لحالات مستديمة من الفقر وعدم تكافؤ الفرص.

تعد اليمن اليوم واحدة من أكثر البلدان في العالم التي تعاني من سوء التغذية؛

حيث تشير الأرقام الحديثة الواردة في التقرير الأخير بشأن سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي -الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)

وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وشركائهم- إلى وجود ارتفاع في معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار (16٪) و(22٪) على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة عن العام 2019،

وأنه من المتوقع أن تعاني حوالي (1,2) مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021.


 

إن سنوات من النزاع المسلح والتدهور الاقتصادي وجائحة كورونا والانخفاض الحاد في تمويل الاستجابة الإنسانية قد دفعوا المجتمعات المحلية المنهكة إلى حافة الهاوية، مع تنامي معدلات انعدام الأمن الغذائي.

 

وقد اضطر ذلك العديد من الأسر إلى تقليل كميات أو جودة الطعام الذي يتناولونه، بينما تلجأ بعض الأسر أحيانا إلى القيام بالأمرين معا.

وإن الحد من سوء التغذية ومعالجة آثاره المدمرة يبدأ من خلال تعزيز القدرات المجتمعية لرفع الوعي حول مخاطر سوء التغذية، وتعزيز برامج التغذية والرعاية الصحية، والعمل على تنفيذ السياسات التغذوية واستراتيجيات الاستجابة السريعة لمعالجة المخاطر المترتبة على مشاكل سوء التغذية على الأطفال والأمهات والمجتمع بشكل عام.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page