top of page

المرأة والتعايش في المجتمعات

د. فتحية محمد

المرأة والتعايش المجتمعي.jpg

     المرأة نصف المجتمع، وتأخذ على عاتقها المشاركة في بناء المجتمعات، فهي العنصر الأساسي في عملية التنشئة الاجتماعية بداية من بناء الأسرة وصولاً إلى ممارسة دورها في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وبتعدد الفرص صار للمرأة دورٌ في عملية بناء الكثير من القيم والمفاهيم الداعمة لبناء السلام داخل المجتمعات وصقلها.

     التعايش بمعناه العام هو اندماج وانصهار سلمي بين مجموعة من الناس في مكان معين بغض النظر عن دياناتهم، بحيث يسود الاحترام  بين كل الأطراف. والتعايش ظاهرة عالمية موجودة في أي مجتمع إذ نجد تنوعاً من مختلف الأجناس، والأديان، والطوائف، والأحزاب، مما يتطلب وجود توجه يسعى إلى تحقيق العيش بسلام وأمان، وفي جو يسوده التسامح، والتعاون، واحترام الآراء بوصفها سمات مميزة لتلك المجتمعات.

    ويمثل التعايش في القرن الواحد والعشرين تحدياً ومتطلباً في آن واحد، فتعدد الطوائف والتوجهات الفكرية والسياسية والاقتصادية التي تعصف بجميع مجالات الحياة في كل دول العالم قد أوجد نوعاً من المواجهة التي قد تؤدي إلى الاختلاف. والتعايش بوصفه متطلباً أصبح ضرورة ملحة في ظل تعدد الأفكار والاتجاهات؛ لذا لا بد من وجود مظلة تخيم على الجميع بالأمان، وتسعى إلى نشر قيم التعايش كتقبل الآخر، واحترامه، وتقديره.

إن الاعتقاد الأكثر شيوعاً هو أن المرأة هي العنصر الأكثر فعالية في تنمية مثل تلك القيم الأخلاقية في مختلف المجتمعات، وهو اعتقاد صحيح؛ فالمرأة بطبيعتها الإنسانية تجنح للسلم والعيش بهدوء، وتنعكس تلك القيم في أدوراها المختلفة، فهي الأم والمربية والقدوة الحسنة لأبنائها داخل المنازل، وهي تغرس بسلوكياتها الكثير من القيم الإيجابية الداعمة للتعايش.

 

ويتوسع دورها على مستوى ممارسة مهامها العملية في مختلف المجالات، فقد تكون الممرضة التي تؤدي دورها بإنسانية عالية بغض النظر عن اختلاف ثقافات المرضى أو انتماءاتهم، وهي المعلمة في المدرسة التي تنمي التعايش لدى الطلاب باختلاف جنسياتهم وطوائفهم الدينية، وهي العاملة في مختلف المجالات الاقتصادية عاكسة صور التعايش بطريقة راقية ومتقدمة من خلال احترام الآخرين وتقديرهم وتقبل آرائهم، والعمل على تقديم العون وقت الحاجة، والتعامل بخلق حسن، وهذا بدوره سيودى إلى بناء مجتمعات قائمة على التعايش مع الآخر بسلام.

 

تظل المرأة العنصر الأكثر أثراً في حياة المجتمعات، لذا يجب الحرص على تنشئة المرأة وتربيتها التربية الحسنة منذ نعومة أظفارها، والتأكيد على منحها حقوقها الإنسانية بصورة تنعكس على شخصيتها في المستقبل.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page