top of page

 المناصرة بين المنظّمات المحلية

د. قيس احمد

PicsArt_03-07-01.26.19.jpg

المناصرة هي تنفيذ أنشطة تتضمن فعاليات وحملات دعم ومساندة بهدف التأثير على صانعي القرار لإحداث تغيير في قضية محددة. ومن المفترض أن يكون للمنظمات المحلية دور بارز في إدارة الملف الانساني والتنموي في البلد، كون لديها القدرة والأفضلية للوصول إلى المناطق اليمنية وخاصة تلك المتأثرة بالصراع مقارنة بالمنظمات الدولية.

ومن الملاحظ أن سبب ضعف مستوى أدائها مقارنة بالمنظمات الدولية هو نتجية إشكالات وتحديات عديدة، البعض منها خارج عن تحكمها المباشر والبعض الآخر يكون تحت تصرفها. من أهمّ التحديات والإشكالات هي قصور في البنية القانونية وافتقارها للقدرات التنظيمية والمالية العالية بالإضافة إلى قصور في نمط إدارتها. لذلك، هناك حاجة حقيقية لإعادة هيكلة البنية القانونية ضمن كيان حديث على شكل اتحاد أو على ما شابه بهدف الإرتقاء بها لتصبح بمستوى المنظمات الدولية العاملة في اليمن، فيغدو الكيان الجديد مظلّة للمنظمات المحلية يتولى مهمة رفع قوّتها أمام المانحين وأمام السلطات المحلية. وذلك يكون من خلال تعزيز قدراتها وإمكانياتها الفردية عبر التشبيك وتبادل الخبرات والبيانات واتّباع استراتيجيات لرفع مستوى أدائها ولتقليل المخاطر التي تواجهها سواء تلك المتعلقة بالجوانب الأمنية أو المتعلقة بتخفيض تكاليف تنفيذ أنشتطها الإنسانية والتنموية، لاسيما تلك المتعلّقة بجمع البيانات المسحية وتحليلها ومواجهة تعقيدات ومتطلبات السلطات المحلية.

بشكلٍ عام، إن المنظمات المحلية اليمنية في الوقت الراهن غير قادرة على تنفيذ حملة مناصرة بشكل منفرد لقضية إنسانية أو تنموية محدّدة لأسباب عدّة.

حالياً، القضايا ذات الأولوية في اليمن تتعلّق بحقوق الإنسان الأساسية واحتياجاته الإغاثية كتقديم المساعدة الإنسانية لللاجئين مثلاً، وصرف مرتبات الموظفين، والإفراج عن أسرى الحرب، ومواجهة العنف المنزلي، والتخفيف من حدّة الفقر، ودعم تحقيق السلام.

وقبل تمكّن المنظمات المحلية بالمشاركة الفعّالة بتنفيذ حملات المناصرة بنجاح، ستحتاج الأخيرة لتكتّل يجمعها ويحقّق تعاون حقيقي بينها وبين الجوانب الفنية والتقنية والأمنية الميدانية بغرض ضمان استدامتها وتحقيق أهدافها الإنسانية السامية عبر التحالفات والتشبيك.

ففي السّياق نفسه، هناك توجّه جادّ لتشكيل اتحاد يضم عدد من المنظمات المحلية المؤثرة ومن المفترض أن يتمّ تنظيم هذا الاتحاد بنظام مناسب ورشيد بما فيه وضع دليل لحوكمة

ومناصرة هذه المنظمات، هنا يقع على عاتق المنظمات المحلية العمل مع السلطات المحلية ومع المؤسسات والمنظمات الدولية غير الحكومية لتطوير البنية القانونية والقدرات التنظيمية والمالية (على غرار توفّر لوائح داخلية متناسقة وأنظمة مالية وخطط استراتيجية وتنفيذية سليمة) بالإضافة إلى حشد تحالفات المشاركين أو المساعدين لهم على التأثير على صانعي القرار وكذلك الضغط المدني لتحقيق مناصرة في القضايا الإنسانية المتّفق عليها، من خلال تحديد أهداف عملية المناصرة ومصادر تمويلها لاسيما عملية مراقبتها ورصدها وآليات تقييمها.

من هذا المنطلق، نؤكّد على أهمية قيام المنظمات المحلية بنقلات تطويرية أساسية قد تبدأ بتشكيل اتحاد يجمعها ويرفع من قوة تأثيرها بحيث يمثلها الأخير أمام المانحين والسلطات المحلية والمنظمات المحلية. ويجوز أيضاً أن يكون التعاون بأشكال أخرى مثلاً أن تقوم بعض المنظمات بالتشبيك فيما بينها حول قضايا محدّدة، وفي حال تمّ التوافق وتمكنت المنظمات المحلية من إنشاء اتّحاد قوي لها ستكون بعد ذلك خطوات عدّة منها داعمة لإجراء إعادة هيكلة داخلية للمنظمات المحلية المندرجة تحت هذا الاتحاد. فتتّسق أنظمتها الخاصة مع نظام الاتحاد وتتمثل في تهيئة كوادرها للعمل تحت مظلة الأخير بموجب ما يتوافق عليه مسبقاً في نظام الاتحاد. وينصح بهذا الخصوص أن يكون نظام الاتحاد ملزم لأعضائة في بعض القضايا ذات الأولية والأهمية الكبرى مع ترك المجال للتعاون الاختياري بين المنظمات الأعضاء في القضايا الثانوية، على أن يعاد النظر في نظام الإتحاد كل سنتين أو ثلاث ليتمّ تطويره وتوسعته ليشمل مجالات وقضايا جديدة.  

أخيرًا، من الأنسب أن تركّز المناصرة بين المنظمات، إن كانت أعضاء تحت مضلة إتحاد أو عبر التشبيك الفردي، على المجالات الآتية:

- المناصرة المعلوماتية عبر التشبيك فيما بين المنظمات والسماح لفرق جمع المعلومات وتحليها بالتعاون وتسهيل عملياتها وأنشطتها البحثية والمعلوماتية.

- المناصرة الإدارية والتنظيمية من خلال الدعم التنظيمي ومواجهة متطلبات السلطات المحلية وتبادل الخدمات الأمنية المساعدة لنفيذ مشاريع المنظمات الاعضاء.

- المناصرة المادية عن طريق المشاركة في حشد الأموال الهادفة للقيام بعملية أو بحملة مناصرة قضايا متفق عليها مسبقاً.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page