top of page

إرشاد الطلاب أثناء الصراعات

د. قيس احمد المحمدي

Statistics.jpeg

طلابنا هم مستقبلنا. هم فئة ناشطة من فئات المجتمع يمثّلون أصحاب المصلحة الحقيقيين في كل الجامعات. يعاني غالبية الطّلاب خلال الصراع  يعاني من مشاكل معقّدة وظروف قاسية للغاية. فهم يحتاجون إلى مناصرة محلية ودولية شاملة تنفَّذ على مستوى البلد ككلّ وتتجاوز المبادرات الفردية التي قد تنفَّذ أيضًا من قبل قلّة من الجامعات عبر تقديم خدمات طارئة للطلاب تتراوح من أبسطها بتوفير وسائل مواصلات لوصولهم لقاعات الدراسة إلى أكثرها تأثيرًا كتغطية رسومهم الدراسية لمن تأثر بانقطاع الرواتب والإرشاد الطلابي أكاديميًا ومهنيًا ونفسيًا، لاسيما معالجة تدني مخرجات الثانوية العامة التي برزت بشكل أوسع خلال سنوات الصراع  الحالية.

يهدف الإرشاد الطلابي أكاديمياً إلى توجيه الطّلبة للحصول على أفضل النتائج والتكيّف مع البيئة الجامعية عن طريق تزويدهم بالمهارات الأكاديمية التي ترفع من مستوى تحصيلهم العلمي. فالأخير يتعدّاها إلى توثيق العلاقة بين الطلبة وأولياء الأمور من جانب وأعضاء هيئة التدريس من جانب آخر. في حين أن التوجيه المهني يعني مساعدة الفرد على اختيار التخصص والمهنة التي تناسبه، وعلى أن يعدّ نفسه للعمل بها ويحقّق فيها التقدّم والارتقاء الوظيفي وزيادة الإنتاج ومستوى جودته. ويتضمن أيضاً مساعدة الطلاب على اختيار نوع الدراسة والمهنة التي تتناسب مع مواهبهم وقدراتهم وميولهم واحتياجات مجتمعهم، فضلاً عن تبصيرهم بالفرص التعليمية والمهنية المتوفرة وتزويدهم بالمعلومات وشروط القبول الخاصة بها حتى يكونوا قادرين على تحديد مستقبلهم.

علينا التنبه بأن عملية الإرشاد الطلابي تتّصف بالاستمرارية. فالمسؤولية تقع على عاتق كل أعضاء هيئة التدريس وليس على مسؤول وحدة الدعم والإرشاد الأكاديمي (إن وجدت) فحسب، بل هناك دور للقسم بضمان مشاركة كل أعضاء هيئة التدريس في أنشطة الإشراف الأكاديمي والمهني على الطلبة لتعزيز ثقتهم في أنفسهم وتدريبهم على تحمل المسؤولية، وزرع فيهم روح المشاركة الإيجابية في الحياة العامة وقيمة الحرية.

من الواجب أن يتضمن الإرشاد الطلابي وظائف التخطيط والتنسيق والإشراف على تنفيذ عملية الإشراف الأكاديمي بالجامعات على النحو التالي:

  1. تحقيق الإرشاد الطلابي بالتعاون مع الاقسام وأعضاء هيئة التدريس مع ضمان الحقوق الاتية:

  • حصولهم على التوجيه والإرشاد المهني والأكاديمي عبر تقديم الخدمات التي تساعدهم على تفهمهم لأنفسهم ومشاكلهم، لاسيما تمكينهم من استغلال إمكانياتهم الذاتية من قدرات ومهارات واستعدادات وميول مع مراعاة إمكانات بيئتهم.

  • ضمان تشبع الخريجين بالجانب النظري من التعليم، وإتقان المهارات التطبيقية المطلوبة في سوق العمل.

  • مساعدتهم في اختيار التخصّص المناسب.

  • تفعيل الأنشطة التعليمية والترفيهية.

  • حصولهم على المعلومات المتعلّقة بالمنهج الدراسي والجداول الدراسية ومفردات الخطّة الدراسية وكشف الحساب.

  • تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم وباللوائح المنظمة لهم (لائحة شؤون الطلاب).

  • حقّ الطلاب بانتخاب مجلس أو اتحاد طلّابي.

  • حصولهم على الدعم النفسي والاجتماعي.

 2 . تجهيز خطّة الإشراف الأكاديمي لتتضمن برامج وأنشطة ومؤشرات قابلة للتطبيق.

 3 . التأكّد من تجهيز القاعات الدراسية والمعامل بأدوات وتقنيات حديثة بحيث تكون داعمة لممارسات التعلّم والتعليم وابتكار خطط دروس ومنهجيات جديدة.

 4 . الإشراف على دراسة أوضاع الطلاب لتحديد أوجه القصور والخلل، إن وجدت، ومعرفة أسبابها ومعالجتها والرفع بما يصعب معالجته إلى أصحاب القرار في الجامعة.

 5 . مساعدة ودعم الكليات والأقسام في مجال الإرشاد الطلابي.

 6 . متابعة تنفيذ خطط برامج وآليات عمل الإرشاد الطلابي.

للاختيار الخاطئ للتخصص أبعاد شخصية ومادية على الطلاب وأوليائهم من جهة، لاسيما أبعاد تنموية على مستوى البلد ككلّ من جهة أخرى. وذلك يحدّ من قدراته على إحداث تغيّرات حقيقية في المجال الذي اختاره. هذه القضية الهامة تواجهنا بوضوح في مجتمعنا اليمني. فغدت قضية واقعية. الكثير منا ومن معارفنا إما أنهم يدرسون بتخصصات لا تنسجم مع ميولهم ومع قدراتهم ويعملون في مجال مختلف لما درسوه نتيجة الاختيار الخاطئ للتخصص ويكتشف الخطأ خلال سنوات الدارسة، إما بعد التخرّج وحالات أخرى خلال ممارسة العمل. من هذا المنطلق، إننا بحاجة إلى تمكين الطالب وأولياء امورهم من التخطيط السليم لاختيار التخصص. في العادة ما يتم تمكين الطالب من اختيار التخصص المناسب تكون حسب الأولويات والمعايير والعوامل التي قد تكون أهمها:

  1. المجال الذي يرغب به.

  2. القدرات التي يملكها خصوصًا الذهنية والإدارة القوية

  3. توفّر وتنوع مهاراته

  4. الدعم الذي سيحصل عليه من أقربائه ومعارفه على شكل خبرة أو علاقات تسهّل له التعمق وممارسة التخصص

  5. ندرة وحداثة التخصص مقابل الاحتياج الكبير والمتخصصين فيه قليل

  6. توجهات الدولة (الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات) على نحو خاص، والتوجهات العالمية على نحو عام. وهنا سيكون عليها توفير قواعد معلومات عن سوق العمل وحاجاته المستقبلية لتكون في متناول الطلاب.

Name, Title

.تحليل ذو قيمة

bottom of page