تعاني المرأة كثيرا خلال استمرار الصراع المسلح ، حيث لا يوجد أمن اجتماعي واقتصادي في حياة المرأة التي تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع العديد من المسؤوليات والمهام في جميع المجالات. وهذا بدوره يؤثر على حياتها التي تصبح مثل طاحونة تعمل ليل نهار في مواجهة الخوف من المجهول.

 

تواجه المرأة أثناء النزاع العديد من الصعوبات والمشكلات ، ولعل أهمها أنها تتولى أدوارًا اقتصادية واجتماعية جديدة ، حيث تتحمل المرأة عبء الأسرة بعد أن فقدت العائل الرئيسي للأسرة وتضطر للذهاب. في الخارج للعمل سواء كانت في الريف أو في المدينة مما يعني أنها ستتحمل أعباء شاقة. إن ارتفاع مستوى الفقر وانهيار النظام الاقتصادي وضعف القوة الشرائية يقابله توفر فرص عمل عالية للمرأة يقابلها انخفاض الأجور ، مع قبول أي شروط يفرضها صاحب العمل. وذلك مقابل توفير الحد الأدنى من الطعام والشراب لأسرتها ، وهذا يتوافق مع ضعف قدرتها على تلبية احتياجات أسرتها المتعلقة بالتعليم والرعاية. إن خروج النساء لممارسة أعمال مختلفة ، خاصة في المدن ، قد يجعلهن عرضة للعنف الجسدي أو الاعتداء الجنسي. يزداد حجم المعاناة عندما يستهدف النزاع منازل المدنيين ، حيث تضطر النساء إلى البحث عن ملاذ في مناطق النازحين ويواجهن حياة قاسية لا أساس لها لحياة مستقرة وصحية وآمنة. ويرافق ذلك الكثير من المعاناة النفسية للمرأة ، حيث ترى جثث القتلى والمتوفين الذين قد يكونون من أفراد عائلتها. قد تعاني المرأة من إعاقة جسدية مؤقتة أو مدى الحياة ، وكل هذه المعاناة والصور تؤثر على نفسية المرأة حيث تصبح عرضة للاضطرابات النفسية والخوف المستمر والقلق بشكل سلبي يؤثر على حياتها اليومية والمستقبلية.

​

كما تظهر العديد من الظواهر ، حيث تزداد نسبة الأرامل والعنوسة مما يهدد التوازن الاجتماعي داخل المجتمع نتيجة استمرار الصراع ، مما يزيد من معاناة المرأة في تحمل المسؤوليات والخوف من الواقع. كما تزداد حالات الطلاق نتيجة تدهور ظروف الحياة اليومية وعدم قدرة رب الأسرة على توفير احتياجات الحياة الأساسية ، وبالتالي تتأثر حياة المرأة حيث لا يوجد استقرار اجتماعي وعائلي. لذلك تظل المرأة في معاناة دائمة من الخوف والقلق وعدم الاستقرار النفسي. لا تتمتع النساء في حالة النزاع بأي حقوق لأن حجم المعاناة كبير جدًا.